التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التراث

التراث هو كل ما وصل إلى أمّة من الأمم وشعباً من الشعوب ممن سبقوهم من الأجداد القدامى، حيث يتضمن التراث الكتب، والأفكار، والمعتقدات والملابس، والأدوات المستعملة، والفنون، والآداب، والقيم، والأقوال المأثورة،، والمناسبات العامة، والاحتفالات، والحكايا، والرقص، والألعاب، والأبنية والعادات والتقاليد وغير هذه الأمور الكثير من الأمور الأخرى. والتراث ليس محصوراً على شعب أو ثقافة معينة، بل يمتد ليشمل كافة النطق الأخرى، وأهمها النطاق الإنساني الذي يجمع البشر كافّة، فالتراث بهذا المعنى يمكن أن يُعرّف على أنّه كل ما تتلقفه الأجيال عن الأجيال التي تسبقها، وكل ما ستورثه هذه الأجيال إلى الأجيال التي ستأتي بعدها، فالإنسانية جمعاء لها تراث عريق بدأ منذ خلق الله تعالى البشر إلى يومنا هذا الذي نحن فيه، وهو تراث ممتد إلى ما شاء الله له أن يكون. يكتسب التراث صفة التراكم، وليس الحذف، فالجديد يبنى على ما هو قديم، ولا يهدمه، وهذا هو أساس المعرفة أيضاً وليس التراث فقط، إذ إن من أهم صفات المعرفة هي التراكم. أهميّة التراث تكمن أهمية التراث في المقام الأول بأنه هو الذي يعطي لشعب من الشعوب هويته الخاصة التي تميزه عن الشعوب الأخرى، والتي بدورها تضع هذا الشعب في مصاف الشعوب التاريخية التي لها تاريخ عريق تحتفي به، والأجمل هو أن يكون هذا التاريخ العريق قد أسهم في تطوير الشعوب الأخرى ولا زال. أهمية التراث هي في مساهمته الكبيرة في تراكم المعرفة خاصة ما وُرِّث من العلوم، فهذا الإرث هو إرث عظيم ليس لشعب من الشعوب فقط بل للإنسانية جمعاء. أيضاً فإن التراث هو المحدد الأول والأخير لثقافة شعب من الشعوب وهو مما يسهم وبشكل رئيسي في تكوين العقل الجمعي، ولكن يجدر التنبيه هنا إلى أن روح العصر قد لا تتحمل ولا تستوعب بعض ما يأتي في التراث، لهذا السبب فإنه ينبغي أن يتم عرض التراث على العصر، فإن توافق معه أُخذ به وإن لم يتوافق معه تم الاحتفاظ به في الذاكرة الشعبية. أهمية التراث أيضاً هي أنه أساس الحضارة، فالحضارة والمدنية لا تعنيان إطلاقاً أنّ التراث يعيق عجلة تقدمها فالعديد من الأمم تعد في الصفوف الأولى عالمياً مع احتفاظها بتراثها الجميل، وهذه رسالة لمن يخجلون من تراثهم ويودّون دثره. فهذا الموقف من التراث هو بمثابة الانسلاخ من الجلد، وبمجرّد أن ينسلخ الإنسان من جلده فإنّه لن يكون قادراً على أن يرتدي جلداً آخر ممّا سيسبب وفاته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فم الحصن)ايمي اكادير(

اسم المكان   : فم الحصن ) ايمي اكادير ( و تعني اصطلاحا مدخل السور و قد يرجع أصل التسمية حسب الرواية الشفوية إلى كون المدينة قديما تحت حصانة السور يحيط بها من جميع الجهات و لها مدخل واحد  . تحديد الجغرافي للمدينة   : ينتمي فم الحصن إلى الجنوب الشرقي للمغرب جهة سوس ماسة درعة إقليم طاطا  , تقدر مساحة المدينة بحوالي 40 كلم مكعب   بحيث يحدها من الجنوب الحدود الجزائرية و من الغرب مدينة أسا و شرقا مدينة طاطا ثم شمالا سلسلة جبال باني  . تتميز المنطقة بمناخ شبه قار , جاف و حار صيفا و بارد و جاف شتاءا  . تصل دراجة الحرارة صيفا إلى 49° و شتاءا 12° دنيا . يتمييز مجال فم الحصن بتنوع للوحدات التضاريسية فهو يمثل حلقة وصل بين الصحراء وجبال الأطلس . نبرة تاريخية عن المدينة   : تتألف المدينة من قبائل الامازيغية و أخرى عربية صحراوية ) ايت سلام و ايت امريبط ( قادمة من المشرق إضافة إلى العنصر الأفريقي   الذي كان متواجد مند القدام حسب الدراسات الاركيولوجيا ) على لسان الاستاذ ذ  . بوعجاجة ( , لتفرز تركيبة بشرية حضارية تتميز بالتنوع . عاشت المنطقة جملة الأحداث و تطورات تاريخية كان

قراءة في كتاب فن اللامبالاة

اسم الكتاب: فن اللامبالاة اسم الكاتب: مارك مانسون صنف الكتاب : تنمية ذاتية اسم المترجم للعربية: الحارث النبهان عدد الصفحات: 272 دار النشر: منشورات الرمل. سنة النشر: الطبعة الأولى بالعربية 2018، الطبعة الأولى في أمريكا 2016. 2 نبذة عن الكاتب : هو مؤلف ومدوِّن أمريكي، من مواليد 9 يناير 1984 ترعرع في مدينة بوسطن بولاية تكساس الأمريكية، و التي أكمل تعليمه بها و تخرج من جامعتها أي جامعة بوسطن الأمريكية سنة 2007، ولج مانسون عالم التدوين و الكتابة سنة 2009 كمدون استشاري في المواعدة حيث أنشأ مدونة خاصة به يسوق فيها أعماله في المجال السابق ذكره ، ألف ثلاثة مؤلفات أشهرها كتاب "فن اللامبالاة". 3-مراجعة : الكمال و النقص، السعادة و التعاسة ، المعاناة و الراحة ، الفشل و النجاح ، الموت و الحياة ثنائيات تصب جمعاء في قالب البحث عن الذات و ملامسة حقيقتها ، ثنائيات قلما نسطاع الموازنة فيما بينها و غالبا ما نميل للإيجابية منها لا السلبية ظنا منا أننا بذلك سنحيى بهناء ، لكن لنطرح على أنفسنا بضع أسئلة أيجدر بنا العيش بإيجابية مطلقة لنلقى طعم الهناء ؟ثم أيمكن أن يتحول البحث عن السعادة م

الباحث إبراهيم الحيسن في مؤلفه "رقصة الكدرة ..الطقوس والجسد", فن الكدرة و الهرمة,

تعتبر رقصة "الكدرة " أحد التعبيرات الفنية الايقاعية التي كانت تمارس بشكل واسع بالصحراء وتحديدا بمنطقة وادي نون، غير أنها أضحت من وسائل الطرب النادرة في المجتمع الصحراوي ، وهو ما يستدعي التدخل من أجل الحفاظ على أصالة هذا الفن المهدد بالزوال. ويتطلع الممارسون والمهتمون بهذا الفن الشعبي الذي يختزل ثقافة الإنسان الصحراوي في تقاطعها مع ثقافات أخرى مجاورة، الى تنظيم مهرجان خاص بهذه الرقصة بجهة كلميم وادي نون من اجل العناية بهذا الموروث الفني ورد الاعتبار له وضمان تجدده في إطار الحفاظ على مقوماته الأصيلة مع الحرص على تكريم ممارسيه ورواده . ويجمع الباحثون في التراث الشعبي أن رقصة "الكدرة " التي تصارع من أجل البقاء في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعرفها المجتمع، استمدت تسميتها من الآلة الموسيقية الايقاعية ، وهي عبارة عن جرة من الطين تغلق فوهتها بقطعة من الجلد، وعلى إيقاع معين يتم الضرب عليها بواسطة قضيبين يطلق عليهما اسم "لمغازل" فيحدث ذلك إيقاعا موسيقيا متناغما تواكبه عملية تصفيق جماعية مستمرة. ويرى الباحث ابراهيم الحيسن في مؤلفه "رقص