فم الحصن)ايمي اكادير(

اسم المكان :

فم الحصن)ايمي اكادير( و تعني اصطلاحا مدخل السور و قد يرجع أصل التسمية حسب الرواية الشفوية إلى كون المدينة قديما تحت حصانة السور يحيط بها من جميع الجهات و لها مدخل واحد .

تحديد الجغرافي للمدينة :

ينتمي فم الحصن إلى الجنوب الشرقي للمغرب جهة سوس ماسة درعة إقليم طاطا , تقدر مساحة المدينة بحوالي 40 كلم مكعب  بحيث يحدها من الجنوب الحدود الجزائرية و من الغرب مدينة أسا و شرقا مدينة طاطا ثم شمالا سلسلة جبال باني . تتميز المنطقة بمناخ شبه قار , جاف و حار صيفا و بارد و جاف شتاءا .تصل دراجة الحرارة صيفا إلى 49° و شتاءا 12° دنيا . يتمييز مجال فم الحصن بتنوع للوحدات التضاريسية فهو يمثل حلقة وصل بين الصحراء وجبال الأطلس.

نبرة تاريخية عن المدينة :

تتألف المدينة من قبائل الامازيغية و أخرى عربية صحراوية) ايت سلام و ايت امريبط( قادمة من المشرق إضافة إلى العنصر الأفريقي  الذي كان متواجد مند القدام حسب الدراسات الاركيولوجيا )على لسان الاستاذ ذ . بوعجاجة( , لتفرز تركيبة بشرية حضارية تتميز بالتنوع .عاشت المنطقة جملة الأحداث و تطورات تاريخية كانت أساسا صراعات بين القبائل الامازيغية و قبيلة ايت امربيط لسيطرة على المجال باعتبار هذا الأخير من جهة مجال حيوي اقتصاديا  و من جهة أخرى كونه طريقة تجارية  وما لها من عائدات مادية على المنطقة و الاستحواذ على مصادر الماء . كان بداية الأعمار منذ العصر الوسيط حسب الرواية الشفوية من طرف القبائل الامازيغية في الحي القديم  الموجود حاليا تحت اسم حي تغزوت .  وحتى لا ننسى فإن منطقة فم الحصن وتمنارت عرفت في فترة ما بعد  ” الاستقلال ” عدة أحداث تاريخية تلخصت أساسا في مقاومة المستعمر الفرنسي، مقاومة قادها رجال هاته البقاع تحت اسم “جيش التحرير الجنوب”، 

التراث الطبيعي للمنطقة :

يزخر مجال المدروس فم الحصن بمجموعة مميزات طبيعية أهمها الواحات التي دائما ما كانت عنصر مهم ضمن نظام الاقتصادي من خلال ممارسة النشاط الفلاحي بحيث تعرف الواحة الحصنية بانتاج التمور بكل انواعها )بوفقوس - بوسكر-الجهل - بويطوب  –ساير- تاغانيمت ( ويعتمد في طريقة السقي التقليدي )اسارو( او العين التي تحت اسم عين ازاير

كما لا تخلو خيرات الواحة من الخضروات و الفواكه و تستفيد هذه الواحة من وادي يسمى وادي تمنارت و هو موسمي  الذي يقسم المدينة الى نصفين . باعتبار المنطقة  فم الحصن منطقة صحراوية بامتياز يستوجب الاشارة الى نمط اخر من العيش الذي يغلب على سكان المنطقة تربية الماشية و المزج بين رعاة و الفلاحة فاصبح نمط شبه الترحال  و ايضا نوع من الاشجار يسمى الطلح الذي يحيط بالمدينة من كل الجوانب يتميز هدا النوع باستهلاك القليل للفرشة المائية و انتاجه مادة تسمى العلك لها هي اخرى فوائد لدي توجه للبيع .

التراث الثقافي لفم الحصن :

-1التراث المادي :

يفترض ان يكون الاستقرار العنصر البشري في منطقة فم الحصن ابان العصر الوسيط , هذه المجموعات البشرية دخلت في تاسيس استقرار لها بذلك تاسيس قرى و مدن و البنايات هذه الاخيرة تعرف به منطقة فم الحصن بالبناء الطيني والمعروفة باللوح او الثابوت و التراب المدكوك ,تنطلق عملية البناء بوضع ثابوت خشبي فوق حائط و يملا بالطين ويزال الثابوت و تستمر نفس العملية  و تضاف مكون الخشب على السقف و يعتبر هذا شكل من البناء منتشر في حي تغزوت  و تكاديرت باعتبارها منطلق استقرار في المدينة , تتميز ايمي اوكادير بالدور التقليدية بتنوع هندستها , تكون المنازل واسعة و من طبقتين الباب  من خشب و النوافذ صغيرة  الحجم  .يوجد في فم الحصن اضرحة تتخد شكل مربع تعود للفكر الصوفي تخليدا لرجالاتهم منها سيدي الحاج و سيدي الغازي و لالة تبلات هاته الاضرحة غالبا ما تحيط بها المقبرة و تشهد زيارات متكررة من ساكنة  لتبرك و تتوفر المدينة ايضا على زواية الدرقاوية ذات دور تعليمي تربوي فقط . تتمييز ايمي اوكادير بالنقوش الصخرية المحيطة بها و المتوجدة في كل من منطقة تيرشت و تغييرت و تنزيضن والتي في غالبها تحمل اشكال و رسومات لحيوانات و هي متواجدة على شكل رسم و نقش ايضا .

صورة لبناء التقليدي بحي تغزوت ايمي اوكادير

صورة لنقوش الصخرية منطقة تيرشت قرب فم الحصن

-2التراث لامادي :

تتميز منطقة فم الحصن على غرار جل مناطق الصحراء بولعها للفولكرول الشعبي، فمثلا هذه المنطقة تشتهر بمجموع رقصات لعل أبرزها رقصة الهرمة ورقصة الكدرة. فهذه الأخيرة تعتمد على الرقص الجماعي الذي يقوم على الاستجابة الجماعية للغناء والرقص، فرقصة الكدرة حتى تكتمل لابد من توفر عناصر ثلاث : الركاصة كما يحلو للحسانيين تسميتها، والنكار الذي يقرع الطبل وهنا تجدر الاشارة انه اي الطبل ليس سوى جرة من الطين يوضع عليها جلد الماعز بعد إزالة ما به من شعر، ثم الحماية وهم الأشخاص المحيطين بالركاصة حيث تكون الركاصة بزي تقليدي يسمى النكشة والباقي من الرجال بالزي الصحراوي اي الدراعة. ويرى عدد من الباحثين أن رقصة "الكدرة " لا تقتصر على المظهر الاحتفالي، بل تختزل في عمقها تجليات مرتبطة بالتصوف ,  و من راقصين المرحوم الحسين ازوكني و مبارك اوعابد . اضافة الى هذه الرقصة هناك رقصة احواش التي تختزل غالبا في الاشخاص السود البشرة , من المعلوم أن أحواش رقصة جماعية رائعة يشارك فيها عدد كبير من الراقصين والراقصات. ولا تبدأ هذه الرقصة الفلكلورية إلا بعد إلقاء بعض الأبيات الشعرية ( أمارگ) من قبل شاعر الفرقة أو من مجموعة من الشعراء بشكل متناوب، وانطلاق زغاريد النساء لتعقبها رقصة أحواش. كأن هذه المراحل بداية لتسخين جو الحفل، واستشعار لأجواء الرقص والحركات التي تهتز فيها الأكتاف والرؤوس والأجساد .
ومن المعروف أيضا أن رقصة أحواش من أهم المصادر الرئيسة لشعر الروايس بمنطقة لأن راقصي أحواش ينشدون أشعارا متناغمة مع حركات الأجساد التي تنساق مدا وجزرا أمام المايسترو الذي يراقب حركاتهم الجسدية ، تعني كلمة أحواش الحائط الذي يحيط بالبيت أو البستان، وهو جمع حوش. ويعني مدلول الكلمة أن أحواش هو إحاطة الراقصين والراقصات بمكان الرقص الذي يسمى أيضا باسم” أساراگ” أو “أباراز” أو” أسايس”. وتعني كلمة أحواش في اللغة العربية التوسط، أي احتوش القوم الرجل ، أحدقوا به وجعلوه في وسطهم. ويعني هذا أن رقصة أحواش الفلكلورية هي التي يتوسط فيها القوم صاحب الطبل  ومعه الدف و الناي في بعض الاحيان  , كما يحيل أحواش في الخطاب الفني الأمازيغي على الغناء والرقص الجماعي. ويستعمل رقص أحواش أثناء الحفلات والأعراس والولائم والأعياد الدينية والوطنية والحفلات.  من رموز احواش  بالمنطقة عبد اوطاطا و جامع اولحسين و حسن اوعلوا .كما تشهد فم الحصن كل اخر جمعة في السنة الميلادية موسم تحت اسم موسم اللفت بحيث في تلك الفترة تنتج الواحة منتوج اللفت و بذلك فتقام الولائم  في الجمعة و يتم الدبح يوم الخميس و توزيع حسب القبائل ,بعد صلاة الجمعة ياتى بالاطباق من الكسكس الى المساجد و في ذلك اليوم تقام الزيارات الى العائلة و صلة الارحام  كما ايضا الذكر في المساجد , لم يعرف بالتحديد متى  كانت اول نسخة لهذا الموسم .

صورة لرقصة الهرمة لشبان فم الحصن

الفهرس ;

منطقة طاطا و فم الحصن بالتحديد لم تعرف اهتمام على مستوى تدوين التاريخ الخاص بها .

1.    محمد بن سعيد أيت إيدير،̎ وثائق جيش التحرير في جنوب المغرب 1956-1959̎ ، مطبعة النجاح-الجديدة، الطبعة الأولى , ص21

2.    إبراهيم الحيسن   "رقصة الكدرة ..الطقوس والجسد̎.

3.    الرواية الشفوية .

4.    محمد المختار السوسي ̎ المعسول̎ ج3